طقوس نسيان - بيتا

طقوس نسيان نسخة بيتا #2

مجموعة شوب منكسر
قيّمة المعرض: ليطال ماركوس مورين
12.9.25-31.10.25

مجموعة شوب منكسر: يوآڨ بن موشيه، نوعا ݒردو، عومر پيري، ميخال جيل، شاحر هايمر، أوديا زيلبر، سهيلة أبو هدبة منيّر

تبلور معرض “طقوس نسيان” في إطار نسخة بيتا، حاضنة للمجموعات في بداية مشوارها، والتي تُقام للسنة الثانية على التوالي. على مدى قرابة عام عمل جماعة شوب منكسرفي مستويين متوازيين: الكتابة للعدد الأول من مجلة بيتا، وإبداع أعمال لمعرضهم الافتتاحي.

اسم المعرض يجمع بين قطبين مفهوميّين يبدوان متناقضين، لكنهما يظهران أحيانًا في علاقة اعتماد متبادل. الطقس، بوصفه ممارسة متكررة تهدف إلى تعزيز إطار رمزي وإنتاج نظام واقعي أو متخيَّل، يضع شروطًا للحفظ والتكرار ذي الدلالة. أما النسيان، فليس مجرد غياب أو خلل في الذاكرة، بل هو فعل نشط: محو، تآكل يقوّض النظام ويرسم حدوده كسؤال مفتوح.

وضع المصطلحين معًا، طقوس ونسيان، لا يسعى إلى الجسر بينهما أو التخليق، بل إلى كشف التوتر الفعّال بينهما: الطقس المتكرر الذي يُنشئ معنى في مواجهة القوة المُفكِّكة، المراوِغة، التي تُشكك في إمكانية التذكّر. المعرض يتموضع داخل هذا الحيّز الوسطي كمنظومة مفتوحة من الاقتراحات، يُختبر من خلالها إمكان الإقامة داخل حركة مستمرة بين التمؤسس والمحو، بين التنظيم والتلاشي.

نوعا ݒردو تكبّر زهرة صغيرة إلى نصب تذكاري يأمر بـ”اذكرني”، وتكشف بين أوراقها كبتًا وصورًا من حدود غزّة؛ ميخال جيل تجمع مشاهد الكارثة من الصحافة وشبكات التواصل، وتُركّب منها مشهدًا مجزّأ، قريبًا وبعيدًا في آن؛ يوآڨ بن موشيه يلتقط صور كلاب ضائعة من مجموعة واتساب تابعة للقرية، ويمنحها وزنًا ماديًا يناقض خفّتها الرقمية؛ أوديا زيلبر تنثر فرقة صفّارات طيور من الطين، صمتًا وأصواتًا تتنقّل بين النار والتراب والماء والهواء؛ سهيلة أبو هدبة منيّر وشاحَر هايمر تصبّان فسيفساء على الجصّ، وتمحوان ألوانها لتسألا: ما الذي يبقى من الصورة عندما تخبو الذاكرة؛ شاحَر هايمر تتوقف عند شوب منكسر، حالة لم تعد قائمة لكن آثارها المادية ما زالت تنكشف ببطء؛ عومر پيري يبني في محرابًا معماريًا من مواد مؤقتة – ورق وفحم – الذي يتقصى إمكانية أن تجسّد المادّة تناقضًا مكانيًا بنيويًا عاطفيًا: مطالبة بالحضور في مواجهة تهديد دائم بالانهيار الذاتي.

إزاء أنظمة الذاكرة الممؤسّسة – الوطنية، الثقافية والتاريخية – لا يطرح المعرض بديلاً منظَّمًا، بل يعمل من داخل الإقامة في جدلية: بين المطالبة بالمعنى وانهيار شروطه.