
كائن حي 512 نسخة بيتا 2# حاضنة للمجموعات في بداية مشوارها
مجموعة "تسورا تسرورا" | إيرز كوهين ونوعام أيزنشتادت
قيّمة المعرض: ليطال ماركوس مورين
3.7.25-26.8.25
كائن حي 512 هو تجربة عرض حية، يتم فيها تشويش وإعادة كتابة الحدود بين الغرض، المادة، التكنولوجيا والحركة. إنه حيّز يعمل ككائن تقني بيوتكنولوجي: نظام ديناميكي، حركي، تفاعلي ويعمل وفق منطق داخلي ويطوّر لغة من المادة، النمط، والرمز.
الرقم 512 مأخوذ من بروتوكول DMX – وهو نظام تحكم رقمي لبرمجة الإضاءة المسرحية. وهنا يتوقف عن كونه مجرد بنية تحتية تقنية، ويتحوّل إلى رمز جيني لبنية عضوية–تكنولوجية: من قياس وظيفي إلى استعارة للتفاعل، والحركة والإمكانية.
قام الفنّانون بترجمة لغة برمجة الإضاءة وتحويلها للتحكم بمحركات مختلفة. بدلًا من نظام يسعى لإنتاج إضاءة دقيقة ومطيعة، طوّروا لغة جديدة: نسيج يتفاعل فيه الضوء، والصوت، والحركة، والمادة معًا. الرمز، الذي صُمم أصلاً لعرض مسرحي، يتحوّل إلى آلية حية تنظم الإيقاع والعلاقات بين الأجسام في الحيّز.
تبلور هذا المنشأ الفنّي، الذي أنجز خصيصًا لصالة العرض، من تعاون بحثي بين كوهين وأيزنشتادت، حيث بحثا في التقاء مواد الحرفة التقليدية مع التكنولوجيا المعاصرة. من هذا الحوار نشأت لغة هجينة: مزيج من النحت الحركي، وأشياء جاهزة، وإضاءة ذكية، تخلق مساحة عرض ديناميكية تعمل ككائن حي – أورغانيزم جمالي–تكنولوجي، شبه ديستوبي، وشبه ما بعد–إنساني.
تم إنتاج الأعمال من خلال عملية مستمرة من التفكيك وإعادة التركيب: حيث تم إخراج أجسام يومية، ومواد صناعية، وأنظمة تحكم من سياقها، وتحويلها إلى عناصر شعرية بإيقاع وحضور جديدين. ومن خلال التشويش والتوسيع في برمجة رموز الإضاءة، تم إنشاء نسيج موحد لكنه متعدد الطبقات: نظام جمالي–ميكانيكي، حيث يخلق الرمز والحركة تواصلًا مفتوحًا. وهكذا تنشأ لغة مادية–رقمية، تربط بين الأجسام، وطبقات الذاكرة التكنولوجية، وبين التحكم والحركة التي تتجاوز البنى الثابتة.
يقدم هذا العمل التركيبي نوعًا من بروتوكول الوجود: كائن حي يتشكل من تزامن داخلي ودوري للتغير والتحوّل. وهو يعكس تلاشي الحدود بين الإنسان والآلة في عصر الكود والصورة، ويدعو للتأمل في إمكانية تشابك الحي، والتكنولوجي، والأخلاقي معًا.
في عصر الذكاء الاصطناعي، تحوّل البيانات، حروب الوعي، حيث تعمل أنظمة القوة من خلال الكود، والحركة، والصورة، يتخيل “كائن حي 512″ إمكانية مختلفة.
إيرز كوهين، خريج قسم الوسائط الجديدة في مدرسة مصرارة (2024)، يبتكر في مجال التركيبات التفاعلية التي تدمج البرمجة، والإلكترونيات، والإسقاط الضوئي بالفيديو، ويبحث من خلالها في اللقاء بين الإنسانية والذكاء الاصطناعي.
نوعام أيزنشتادت، خريج قسم الوسائط الجديدة في مصرارة (2024)، يركّز على النحت الحركي، المواد الناجزة (ريدي ميد)، الفيديو والإضاءة، ويبتكر تركيبات تجريدية تدمج بين التكنولوجيا الحديثة والمواد التقليدية.
—
يُعرض العمل التركيبي هذا في إطار “نسخة بيتا” – حاضنة للمجموعات في بداية مشوارها. هذه الحاضنة، التي تعمل للسنة الثانية على التوالي، تهدف إلى دعم جيل جديد من الفنّانين والفنّانات الذين سيقودون حقل الفن في القدس.