الشام

معرض ثنائي | تسڨي تولكوڨسكي ونوعا كورنيك
قيّمتا المعرض: ليطال ماركوس مورين وريعوت يشعياهو
14.2.25 - 26.3.25

تَشكَّل معرض “إلشام” من سلسلة لقاءات أُقيمت مؤخرًا في أستوديو تسڨي تولكوڨسكي وسط القدس. ويشكّل ذروة التعاون المشترك بين تولكوڨسكي وكورنيك، الذي بدأ قبل عدة سنوات على الخط بين إسرائيل والتشيك.

عنوان المعرض مُستلهم من لوحة تولكوڨسكي تحمل الاسم ذاته، والتي تتناول مسألة تموضع الذات داخل فضاء ثقافي وجغرافي يفتقر إلى معنى وجذور واضحة. وفي هذا الفضاء الخالي، تمثل “إلشام” نقطة علامة تُتيح إمساكًا لحظيًا، خيالاً متفقًا عليه، وجزءًا من مصير جماعي للعيش في مكان يبدو أحيانًا كأنه اللا-مكان.

الكلمات بحد ذاتها تخلق عالَمًا، لكنه عالم مبني من تراكيب لغوية تنشأ من إجماع مؤقت يمكن التشكيك فيه بسهولة مماثلة لتكوّنه. اللغة ليست ثابتة، بل تعمل في ساحة تتجاوز فيها البنى الثقافية معانيها الحرفية وتتحوّل إلى مادة.

التوتر بين الكلمة المكتوبة والصورة البصرية، بين الدال والمدلول، هو حوار دائم في أعمال تولكوڨسكي. فالكلمة المكتوبة تُصبح عملاً فنّيًا بحد ذاته، تحولاً من اللفظي إلى البصري، في عملية تكتسب فيها الحروف حجمًا ومادية وذبذبة.

أما منهجيات العمل لدى كورنيك فتتناول غالبًا فكرة الزوال. فهي تبتكر أعمالاً من مواد ذات عمر قصير بسبب طبيعة خاماتها، مثل تماثيل الرمل المعروضة في المعرض. زوال هذه التماثيل، مقابل لوحات تولكوڨسكي، يلمّح إلى لحظات خاطفة من المعنى، لحظات لا يمكن الإمساك بها بالكامل، ومع ذلك لا يمكن تجاهل حضورها.

بين الفنّان والفنّانة يدور حوار عابر للأجيال، يتناول مسألة الوجود ضمن فضاء دائم التغير في واقع مهتز. إنه فضاء غير مستقر، مراوغ، يقع بين الكلمة والصورة، مصنوع من مادة زائلة وتاريخية، قائمة بذاتها أو خُلقت من العدم.

– نوعا كوررنيك، رسّامة وفنّانة أعمال تركيبية. حاصلة على درجة البكالوريوس من قسم الفنون، كليّة بتسالئيل للفن والتصميم القدس (2022)

– تسڨي تولكوڨسكي، يعمل في حقل الفنون الإسرائيلية منذ سنوات الستينيات وهو من كبار الفنّانين الناشطين اليوم.