
المحطة الفضائية بغداد
إيريز غبيش
قيّمة المعرض: ليطال ماركوس مورين
9.4.25-30.5.25
معرض محطة الفضاء بغداد يقدم رحلة بصرية، تتراوح في المساحة الواقعة بين الذاكرة والخيال.
بغداد – مدينة طفولة جد وجدة غبيش، اللذان هاجرا إلى إسرائيل في خمسينيات القرن الماضي – لا تظهر في المعرض كحيّز جغرافي أو كوثيقة تاريخية أرشيفية، بل كحيّز سردي يُبنى من داخل ذاكرة مُعالَجة.
تمتد مدينة بغداد في أرجاء المعرض كعمل تركيبي فنّي متعدد الطبقات يعمل كآلة ذاكرة شعرية تتحرك على المحور بين ماضٍ حقيقي وحاضر متخيل. إنها المدينة كما رُويت، وكما تم تذكّرها، وكما حُفظت – وليس بالضرورة كما كانت. لا يسعى غبيش إلى إعادة بناء المدينة التي لم يزرها قط، بل يهدف إلى استخلاص سرد جديد من القصص المختلفة التي سمعها في بيت طفولته – سرد خالٍ من الوفاء التاريخي لكنه مشحون ثقافيًا.
يخلق المعرض أقاليم بينية: ليس تمثيلًا لمكان، بل خطوة مفاهيميًة تصوغ المكان كذاكرة مبتكرة. يقوم غبيش بتفكيك الصورة إلى عناصرها – بيكسلات، خطوط، أصوات – ويبني منها فضاءً رمزيًا حيث يعمل فيه الخيال والذاكرة كآلية مزدوجة لتشكيل الهوية.
بين رسوم الأنمي والواقع المتعدد الطبقات، بين الخط اليدوي والصورة الرقمية، يتم رسم سرد عائلي من جديد – أنساب مبتكرة، سخريات وثائقية، غير مستقرة. الأنقاض الرقمية، الطبقات السمعية والبصرية، وحركة الترجمة بين الوسائط – كلها ترسم إحداثيات شعرية لمكان لم يكن، لكنه ربما كان يمكن أن يكون.
محطة الفضاء بغداد هي نقطة بث خيالية من منطقة حدودية للهوية، فضاء يرسم فيه غبيش فانتازيا شرق أوسطية مستقبلية، حلقة زمنية، وتردد متغير لهوية مراوغة لا تستقر، بل تتشكل من جديد في كل مشاهدة. إنها ترسم سردًا مفككًا، يتم نسجه من حاضر متقطع، يتساءل في هذه الأيام عن الذاكرة التي جاءت من بيت كان في بلد غريب.
إيريز غبيش هو مصمم جرافيكي متعدد التخصصات، رسّام توضيحي ومصمم رسوم متحركة. في الأعوام 2018 -2024 شغل منصب رئيس قسم الاتصالات البصرية في بتسالئيل، أكاديمية الفنون والتصميم في القدس. يجمع عمله بين مجالات متنوعة تشمل الرسم التوضيحي، التصميم الجرافيكي والطباعة، الأنمي، برمجة الكود، الفيديو، الإنتاج اللاحق والمؤثرات البصرية. يتناول غبيش توسيع حدود الوسيط البصري من خلال فحص العلاقة بين التكنولوجيا، السرد والهوية.
يواصل المعرض الحالي نهجًا بحثيًا تبلور في معرضه السابق ثقافة جمعية، تحت إشراف البروفيسورة ميراڨ سلمون، والذي تناول فيه السرديات المفككة، عمليات السرد القصصي، والتوتر بين الذاكرة الشخصية والخيال، بين السيرة الذاتية والتقاليد البصرية. في بحثه، يفحص غبيش الوسيط كحيز متعدد الطبقات، يعمل بين الصورة الثابتة والرسوم المتحركة، بين الصوت والواقع المعزز، مع تركيز على البيكسل المربع كوحدة أساسية شكلية تتجاوز حدود الوسائط. ومن خلال أنظمة تمثيل الواقع المعزز، يسعى لتحديد آليات تشكيل الذاكرة البصرية وأنماط تشكّل الهوية في حركتها المستمرة.