بيتا اليوم
“بيتا” – مركز للفنون والتصميم في المدينة، يشكل بيتًا فعّالًا لتعزيز المبادرات الفنّيّة في مجال الفنون البصرية. يضم المركز جاليري للفن المعاصر، دفيئات فنّيّة للفنّانين والفنّانات الناشطين في المدينة، وبضمنها دفيئة “نسخة بيتا” لفنّانين وفنّانات في بداية مشوارهم الفنّيّ، دورات للتصميم والفنون، جولات فنّيّة في القدس، بالإضافة إلى استضافة دائمة لورشة الخشب التابعة لمجموعة “موسللا”. يعمل المركز تحت إدارة قسم الفنون البصرية في بلدية القدس.
تأسس “بيتا” عام 2014 في مبنى تاريخي محمي ضمن مجمع “سيدوف” التاريخي في شارع يافا، على مسار القطار الخفيف وبالقرب من سوق “محني يهودا”.
قصة مكان
تم بناء مجمع “بيوت سيدوف” عام 1911 بين حي “بيت يعقوب” والموقع القديم لمستشفى “شعاري تسيدك”، على يد يتسحاق سيدوف، وهو يهودي ثري من بخارى، أراد توفير مساكن لسكان المنطقة. تم تشييد المجمع كحي سكني مغلق على طراز البناء البخاري، الذي كان شائعًا في أوائل القرن العشرين، حيث تم دمج وحدات سكنية مع محلات تجارية وورش عمل صغيرة.
يتجه الطابق الأرضي نحو شارع يافا، وكان يحتوى على صف من الحوانيت وورش العمل ذات المداخل الواسعة المزخرفة. في الجزء الخلفي من الحوانيت، تم بناء شقق لأصحاب الحوانيت وعائلاتهم، وكانت تطل على ساحة داخلية تضم شجرة صفصاف كبيرة توفر الظل على بئري مياه ومبنى الحمامات المشتركة. على جانب المبنى، شُيد درج حجري يؤدي إلى الطابق الثاني، حيث كانت توجد شقق واسعة مع شرفات، بالإضافة إلى كنيس يهودي.
مع مرور السنوات، تدهورت حالة المبنى الفيزيائية، وتم إخلاء سكانه. في الساحة الواسعة، أُقيمت مبانٍ مؤقتة استُخدمت من قبل فنّانين وحرفيين، وكان من بينها مصنع “زوهار” الشهير للموزاييك (1939) ومصنع “غوتليب بومتس” للبلاط والكتل الخرسانية، ومع مرور الوقت، ظهرت هناك ورش نجارة وورش عمل صغيرة واستوديوهات للفنّانين، مما خلق مشهدًا فنّيًا مزدهرًا وغير رسمي.
في العقد الأول من الألفية الثانية، خضع مجمع سيدوف لعملية ترميم وتجديد شاملة كجزء من مشروع عقاري لبناء مجمع فاخر للسكن والتجارة. تم هدم المباني المؤقتة التي كانت في الساحة، وشُيّد بدلاً منها برج سكني مكون من 23 طابقًا.
يروي مبنى سيدوف قصة المدينة، مسلطًا الضوء على التغيرات الاجتماعية، الاقتصادية، والعمرانية التي مرت بها.